السياسة

الرئيس الشرع: انتصرنا في معركة الظلم وسوريا تسطر فصلاً جديداً عنوانه السلام والاستقرار والازدهار

افتتح السيّد الرئيس أحمد الشرع خطابه التاريخي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، الأربعاء 24 أيلول، بالقول: “إن الحكاية السورية حكاية تهيج فيها المشاعر ويختلط فيها الألم بالأمل”، مؤكداً أنّها “صراع بين الخير والشر، وبين الحق الضعيف الذي ليس له ناصر إلا الله، والباطل القوي الذي يملك كل أدوات القتل والتدمير”.

وأشار الرئيس الشرع إلى معاناة الشعب السوري تحت حكم النظام السابق الذي وصفه بـ”الظالم الغاشم”.

وأوضح أنّ النظام البائد “قتل نحو مليون إنسان، وعذّب مئات الآلاف، وهجّر نحو 14 مليون إنسان، وهدم ما يقرب من مليونين منزل فوق رؤوس ساكنيها”، وأضاف: “لقد استهدف الشعب الضعيف بالأسلحة الكيماوية بما يزيد على 200 هجوم موثق”.

وأكّد أنّ الشعب السوري لم يجد أمامه سوى أن ينظم صفوفه ويستعد للمواجهة التاريخية الكبرى، مؤكداً أنّ المعركة أسقطت منظومة إجرام استمرت 60 عاماً، وأنها كانت “معركة عسكرية لم تتسبب بتهجير إنسان ولا قتل مدني”، مضيفاً: “لقد انتصرنا للمظلومين والمعذبين والمهجرين قسراً، انتصرنا لأمهات الشهداء والمفقودين”.

وشدد السيّد الرئيس على أنّ “مرحلة ما بعد الانتصار مهّدت الطريق لعودة اللاجئين إلى ديارهم ودمّرت تجارة المخدرات التي كانت تنتقل من بلادنا إلى بلادكم زمن النظام السابق”.

ولفت إلى محاولات أطراف “إثارة النعرات الطائفية والاقتتال البيني”، مؤكداً أنّ الشعب السوري يملك من الوعي ما يمنعه من استمرار وقوع الكوارث.

وتعهد السيّد الرئيس “بتقديم كل من تلطخت يداه بدماء الأبرياء إلى العدالة”، مشيراً في الوقت ذاته إلى أنّ الانتهاكات الإسرائيلية متواصلة منذ الثامن من كانون الأول الفائت في محاولة لزعزعة أمن المنطقة واستمرار حالة الفوضى.

وبيّن السيّد الرئيس أنّ الدولة السورية وضعت منذ سقوط النظام السابق “سياسة واضحة الأهداف ترتكز على الدبلوماسية المتوازنة والاستقرار الأمني والتنمية الاقتصادية”.

وقال: “دعَونا إلى حوار وطني جامع، وشكّلنا حكومة ذات كفاءات، وأسسنا هيئة وطنية للعدالة الانتقالية وأخرى للمفقودين، وها نحن ماضون في انتخابات ممثلي الشعب في المجلس التشريعي”.

وأشار السيّد الرئيس إلى “إعادة هيكلة المؤسسات المدنية والعسكرية عبر حل جميع التشكيلات السابقة تحت مبدأ حصر السلاح بيد الدولة، وإلى نشاط دبلوماسي مكثف لاستعادة سوريا علاقاتها الدولية، وبداية دخول كبرى الشركات الإقليمية والدولية للاستثمار في السوق السورية”.

وأكد أنّ سوريا اليوم تعيد بناء نفسها من خلال التأسيس لدولة جديدة عبر بناء المؤسسات والقوانين الناظمة التي تكفل حقوق الجميع دون استثناء.

وخاطب الرئيس الشرع المجتمع الدولي قائلاً: “ها هي سوريا اليوم تعود إلى موقعها الذي تستحق بين أمم العالم”، مقدّماً الشكر لكل الدول التي وقفت مع الشعب السوري، وخاصة تركيا وقطر والمملكة العربية السعودية، وكافة الدول العربية والإسلامية، والولايات المتحدة الأمريكية، والاتحاد الأوروبي.

واختتم الرئيس الشرع خطابه التاريخي بتأكيد دعم سوريا لقطاع غزة، بالقول: “ندعو أهل غزة وأبناءها، فإننا ندعم أهل غزة وأطفالها ونسائها”، مضيفاً: “إن الحكاية السورية لم تنته بعد، فهي مستمرة في بناء فصل جديد من فصولها عنوانه السلام والازدهار والتنمية”.

المصدر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى